عن مشروع "شميد" (أ)
أحد المشاريع الهامة التي نقوم بإدارتها في المغار، منذ حوالي أربعة أعوام ونصف العام، هو مشروع "شميد" (المشروع الوطني للأطفال والشبيبة في ضائقة). وقد بدأ العمل في المشروع على أرض الواقع في منتصف 2009. ... صودق على إدخال "مشروع شميد" إلى قرية المغار في بداية شهر أيلول 2008. وفي مطلع العام 2009 أقمنا لجنة توجيه برئاستي، باعتباري رئيسا للمجلس، بمشاركة مندوبين عن المكاتب الحكومية المختلفة التي بادرت إلى تأسيس البرنامج وتشارك في تمويله: الرفاه الاجتماعي والتربية والتعليم والصحة والأمن الداخلي وغيرها. كما يشارك في اللجان ممثلون عن السلطة المحلية من الاقسام التي تعنى بقضايا الأطفال والشبيبة. وتم تعيين الأخ علي قزل، مدير قسم الرفاه الاجتماعي، مرافقا للبرنامج من قبل المجلس، وقامت بوظيفة إدارته السيدة عودة غنايم، التي كانت فازت في مناقصة أعلنت عنها وزارة الرفاه في العام 2008. ويشارك في لجنة التوجيه، ممثلا عن الجمهور بالتطوع، الدكتور ميلاد قرواني.
وقد خصصت ميزانية لتفعيل المشروع بقيمة مليون ونصف مليون شيكل سنويا، فيما يخصص المجلس المحلي ميزانيات وموارد ومرافق إضافية لضمان منح خدمات مناسبة وضرورية (matching، كما شرحنا في المقالة عن الميزانيات غير العادية). ... يعتمد المشروع على فكرة تجميع الموارد (איגום משאבים) من وزارات ومؤسسات مختلفة، وهي فكرة آخذة في التطور في البلاد، الأمر الذي يفسر مشاركة عدد من الوزارات. لكننا، على المستوى المحلي، قمنا بعملية تجميع موارد إضافية، عن طريق إشراك قسم الشبيبة وبعض ميزانياته ومشاريع ترميم الأحياء (برامج التأهيل للجيل المبكر وتأهيل الموارد البشرية، بمبزانيات من وزارة الإسكان). كما بلورنا مشاركات حيث أمكن مع مشروع "بلد بلا عنف" الذي يعتمد هو أيضا على تجميع موارد من وزارات ومؤسسات مختلفة (من بينها برنامج "برافرمان"). ... الهدف من تجميع الموارد على المستوى القطري، بمبادرة السلطة المركزية، ثم على المستوى المحلي بمبادرة منا، هو الاستغلال بالدرجة القصوى للموارد، بحيث لا تبذر الميزانيات على عمليات متكررة بدون جدوى، وكذلك لضرورة التنسيق بين الجهات القائمة على هذه الموارد، والهدف الثالث هو أن تجميع القوى يمكننا من تنفيذ مشاريع لا يستطيع مورد منفرد أن يؤديها لوحده، أو على قول المثل: يد واحدة لا تصفق.
يقدم البرنامج خدمات لمئات الأطفال في جيل الطفولة المبكرة (من جيل الولادة وحتى سن السادسة) وطلاب المدارس من جيل سبع سنوات حتى جيل ثماني عشرة سنة، وترشيد ودعم مجموعات من الأهالي، وإرشاد وتدريب وإثراء مجموعات من المهنيين من المؤسسات التربوية والخدمات الاجتماعية والعلاجية والمربيات في البساتين والروضات. وكل ذلك، ضمن كتاب يشمل برامج مختلفة، نختار منه ما يناسب حالتنا في المغار، مع حفظ التوازن بين جمهور الرفاه الاجتماعي وجمهور التربية والتعليم.
بداية، بطبيعة الحال، تمت عملية مسح أولي شملت جميع المؤسسات العامة للتعرف على المشاكل والعراقيل والنواقص التي تواجه الأطفال والشبيبة، وكان الهدف تشخيص الأطفال وأبناء الشبيبة الذين يعانون من ضعف أو إعاقة أو نقص في أي من المجالات، بما فيها الصحية الفيزيولوجية والنفسية والعاطفية والتعليمية والاجتماعية. ومن ثم دراسة هذه المعطيات في حلقات تفكير مهنية. وقد سعينا بكل وسيلة ممكنة إلى إشراك الأهالي في هذه العملية، علما أن جزءا منهم يترددون في التعاون أو ينقصهم الوعي الكافي للاهتمام بأبنائهم أو تشخيص بعض المشاكل عندهم. وفي مرحلة لاحقة عرضت الاحتياجات والنواقص مقابل مقترحات لسد الفجوات وإعطاء خدمات مناسبة. وكل ذلك من منطلقين هامين: الأول: التشخيص وتقديم العلاج في أسرع وقت ممكن، قبل أن يستفحل "الداء" الجسدي أو العاطفي أو التعليمي أو غيره. الثاني، تدريب المهنيين ومربيات البساتين والرياض والأهالي، بحيث أن تزويدهم بالمعرفة والآليات، من شأنه تقديم خدمات لأجيال متلاحقة.
قامت لجنة التوجيه، بعد مباحثات مستفيضة، باختيار المشاريع والفعاليات، بمشاركة المهنيين المشاركين في اللجان المهنية وبتوصية من المفتشين من الوزارات المختلفة. وكل ذلك بما يتناسب مع كتاب يشمل مشاريع مختلفة، اخترنا منها الفعاليات والبرامج التي تناسب ظروفنا. وقد عبرت الطواقم القطرية، في مباحثات في وزارة الرفاه، عندما عرضنا المشروع الذي بنته لجنة التوجيه في المغار، عن الرضى الكامل وأثنت على برنامجنا المحلي. ونستطيع أن نسجل بارتياح بالغ وبكل تواضع أن مشروع "شميد" في المغار يسير في مقدمة القرى والمدن التي يعمل فيها المشروع. وهذا باعتراف القائمين عليه لوائيا وقطريا، بمن فيهم مدير لواء حيفا والشمال في وزارة الرفاه. ... (إلى اللقاء في الحلقة الثانية عن مشروع "شميد" في الأيام القادمة).
بطلب من صاحب المقال لن يتم نشر أي تعقيب .
