استراحة أولى - "جهنم والجنة"

بقلم : المُحامي فريد غانم,
تاريخ النشر 22/08/2013 - 09:16:47 am

نحتاج إلى استراحة، بين فينة وأخرى، من النشرات والمقالات والنقاشات اليومية. يجوز أن نسميها "استراحة المحارب". لكن بما أننا في منافسة وأبناء بلد واحد، ولسنا في نزاع وحرب، لنسمها "استراحة"، وعسى أن تتيح لنا الظروف استراحات أخرى. ... ... المهم أن نحافظ على العلاقات الطيبة بيننا. فالمغار بلدنا، ونحن جميعا أهل هذا البيت، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. والتقوى، في هذه الحالة، هي الانتماء للقرية والتضحية من أجل المجموع والتسامح واحترام الغير والسعي إلى تحسين جودة العيش الكريم، وما إلى ذلك من القيم والأخلاق الحسنة. ... من هذا المنطلق، وفي محاولة متواضعة لنفض غبار العملية الانتخابية ولو لساعات أو لحظات، سأحاول بين فترة وأخرى المساهمة في توفير ساعة أو لحظة هدوء، وأسمي ذلك "استراحة". وها هي المحاولة الأولى. .... أما الحكاية (الاستراحة) فهي كالتالي: يقال إن أحدهم زار، بقدرة قادر، جهنم والجنة. ...وتقول الحكاية إنه دخل جهنم أولا، وحينما اقترب من أهلها، لفته روائح الأطعمة الشهية التي تملأ المكان . ورأى عن بعد أن الناس المحكومين في الجحيم، يجلسون حول قدور من أشهى الأطعمة. استغرب الزائر: كيف يجوز أن يهنأ أهل الجحيم بهذه الطيبات؟ ولكنه حين اقترب أكثر، وجد أن أيدي الناس مربوطة بمعالق طويلة، وإذا بهم يغرف الواحد منهم الطعام الشهي بالمعالق ويحاول تحويله إلى فمه. لكن المعالق، بسبب طولها، تتجاوز أفواههم ، فيسكب الطعام على ظهورهم. فكر الزائر: هذا عقاب شديد وحكيم. جوع أبدي، والطعام والروائح تحيط بهم طيلة الوقت. ليس أعظم من هذا العقاب!! ... ........ ثم انتقل الزائر إلى الجنة، المجاورة، فما أن اقترب من سكانها، حتى فاحت روائح الأطعمة نفسها، والناس حول القدور جالسون. ورأى حين اقترب أكثر أن المعالق الطويلة مربوطة إلى أيديهم، كما هو حال سكان الجحيم. فتساءل: إذن ما الفرق بين الجنة والجحيم؟ وحين وصل إلى أهل الجنة، وأصبحوا أمامه، وجد أن واحدهم يأخذ الطعام بالمعالق الطويلة، ولكنه لا يحاول الأكل بملعقتيه بل يطعم صديقا من الملتفين حول القدور.

 ملاحظة : بطلب من المُحامي فريد غانم لن يتم نشر تعقيبات على هذه المقالة.

تعليقك على الموضوع
هام جدا ادارة موقع سبيل تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.

استفتاء سبيل

ماهو رأيك في تصميم موقع سبيل ألجديد؟
  • ممتاز
  • جيد
  • لا بأس به
  • متوسط
مجموع المصوتين : 1853